الى رفيقاتي ورفاقي في منظمات السلام، التغيير الاجتماعي والعدالة البيئية،
انني اعتبر انتخابي الى الكنيست كممثل للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، جزء من الجهد المتجدد لبناء يسار راديكالي ذو تأثير في المجتمع الاسرائيلي. فكلنا نعلم: تغيير المجتمع يتطلب تغيير في اليسار. ومثل هذا التغيير يتطلب النشاط والانخراط السياسي بما يتعدى النضال من أجل السلام، وفي الحركة الاجتماعية-البيئية، وفي منظمات النساء وحقوق النسان. نحن شركاء، على ما أعتقد، في المبادئ الأساسية التي حولها يجب ان يتم بناء اليسار من جديد:
- حتى نغير السياسة علينا التدخل بها. البديل للسياسة الفاسدة هي ليست الانقطاع عن السياسة وانما سياسة أخرى. العمل في المجتمع المدني هو أمر ضروري وهام – لكنه ليس بديلا للعمل على الساحة الساسية-الحزبية.
- هناك حاجة للتدخل في السياسة من أجل تغيير المجتمع. سياسة التغيير هي ليست سياسة ملائمة الذات للإجماع القومجي وفي ذات الوقت هي ليست الإنكفاء في حديث فقط مع الذات ومع المجموعة الراديكالية – وانما العمل من أجل التأثير يسارا على الجمهور في اسرائيل.
- علينا ارجاع النقد الاجتماعي والبيئي الراديكالي الى سياسة اليسار. الافتقار الى المساواة (الاقتصادية، القومية، الطائفية والجنسوية) والدمار البيئي متجذران في المنظومة الاجتماعية في البلاد. اليسار هو ليس "سياسة المراحل" والتي تؤجل التغيير الاجتماعي والبيئي الى "ما بعد تحقيق السلام". وجهة النظر الاشتراكية والرؤيا البيئية الراديكالية عليهما تحديد سياستنا في الحاضر.
- اليسار في اسرائيل هو الشراكة اليهودية-العربية في السياسة – في الطريق وفي التركيبة البشرية. اليسار هو عبارة عن مقاومة كل محاولة لدفع الأقلية القومية العربية الى خارج الساحة الاسرائيلية وهو أيضا التجنيد الكامل لهذه الأقلية للنضال من أجل تحويل هذه الساحة الى ساحة مساواة.
- من المهم حماية الديمقراطية وتوسيعها. التهديدات العنصرية واليمينية على الديمقراطية آخذة بالتوسع. في المقابل، فان رأس المال سيطر على الحكم، على موارد المجتمع وعلى المساحات الجماهيرية. الحيّز المدني يتم سحقه في مجتمع تحظى فيه العسكرة على مكانة مركزية. في مقابل كل هذا، اليسار هو عبارة عن مدافع عن الحريات المدنية وعن الحقوق الجماعية ولكن أيضا النضال الى ما يتخطاهم من أجل ديمقراطية اجتماعية ومشاركة.
- ممنوع التنازل عن العمل من أجل لتوصل الى تسوية سياسية. اليسار هو البديل للجنون الاستعماري ولليأس الذي يقوم بالتخلي عن فرصة التوصل الى تسوية أو يقوم بالإذدناب خلف سياسة "كاديما". اليسار هو رفض السيطرة على شعب آخر. اذا اسرائيل لن تقضي على الاحتلال – الاحتلال هو الذي سيقضي على اسرائيل. علينا كسر دائرة العنف، السيطرة والإرهاب من خلال معادلة دولتين للشعبين، على أساس الخط الأخضر.
هذا البرنامج قد قمت بعرضه عليكم قبل ان انتخب الى الكنيست وهو سيشكل البرنامج الذي بحسبه سأنشط في الكنيست، ولكنه لن يكون نهاية المطاف من جهتي. لقد قمت ببناء وجهة نظري وفكري على مدار سنوات طوال من خلال محادثات، نقاشات وجدالات مع العديد منكم وبودي الاستمرار في ذلك أيضا الآن. كذلك النشاط البرلماني المتواصل سيتأثر إيجابيا من التواصل المباشر مع الناشطين في الحقل. أرجوكم، لا تترددوا بالتوجه الي حول أية فكرة، اقتراح لنشاط أو نقد. استغلوا الى القوة البرلمانية التي قمتم بإعطاءها لي في الانتخابات. نحن موجودن هنا من أجلكم.
تحياتي،
دوف حنين